الثقافة في الدول العربية




يتعلم التلاميذ في المدارس في دول العالم تاريخ الحضارات ويقرأ التلاميذ في كتب التاريخ المدرسية فصولاً أو صفحات عن الثقافة والحضارة العربية الإسلامية. فهل صورة هذه الحضارة أو الثقافة في أوروبا ايجابية أو سلبية أو مزيج من الإيجاب والسلب ؟ وإذا كانت هناك سلبية فلماذا ؟ و هل الصورة السلبية ظاهرة عامة في كتب التاريخ المدرسية في الدول الأوروبية أو في دول العالم غير الإسلامية؟ هل تدخل هذه الصورة السلبية في مسرحية صراع الحضارات؟ ولماذا لا يناقش المتخصصون من الجانيين هذه السلبية داخل إطار حوار الحضارات؟
يتفق مؤلفو كتب التاريخ المدرسية الصادرة عن دور النشر المختلفة على ازدهار الحضارة الإسلامية وأنها لم تقم فقط بحفظ التراث الثقافي والعلمي للإغريق وللفرس بل طورت هذا التراث وأضافت إليه. ويذكر كتاب آتييه بفرنسا- على سبيل المثال- بعض الاختراعات والمفاهيم الإسلامية العربية مثل الجبر، صفر، مخزن، أميرال، شيك، سكر، زعفران الخ([1]).
إذا كانت صورة الحضارة الإسلامية مشرقة في كتب التاريخ المدرسية في الدول الأوروبية و في الدول غير الإسلامية فإن صورة الثقافة الإسلامية على النقيض من هذا سلبية في كتب التاريخ المدرسية التي تدرس في الدول الأوروبية و بصفة عامة في الدول غير الإسلامية حيث تقدم الثقافة الإسلامية من منظور قريب من التطرف و الإرهاب.
أمر عجيب تمجيد الحضارة العربية الإسلامية ثم تقويض أساسها أي ثقافة الإسلام و وصف مبادئ الإسلام بما يتعارض مع مبادئ الحضارة !
ومن البديهي أن الحضارة المزدهرة والبراقة التي تقوم على دين ما فهذا يوحي بأن هذا الدين ذو مبادئ نبيلة وسامية مثل الحرية والمساواة والتضامن والتسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى. و الإسلام يمجد العقل والعلم. وتظهر كل هذه المبادئ من خلال الآيات القرآنية التي تشير إلى هذه المبادئ وتحث الإنسان على التفكير وطلب العلم.
هل يمكن لأستاذ تاريخ أو لمؤرخ في الشرق أو في الغرب أن يتصور إمكانية قيام حضارة مزدهرة على دين تتعارض مبادئه و تعاليمه و أسسه مع مبادئ و تعاليم و أسس الحضارة؟ لماذا تقدم بعض المدارس ثقافة التطرف بدلا ًمن ثقافة السلام؟ لمصلحة من؟
الحضارة تعني الرقي و التقدم و التمدن و تطلق على مجموعة من الخصائص و الظواهر و المكتسبات التي يتميز بها مجتمع ما في جميع المجالات الدينية و الاجتماعية و الثقافية و اللغوية و الأدبية و العلمية و التكنولوجية الخ. كما تشمل الحضارة نظام الحياة في المجتمع في المأكل و الملبس و المسكن و التنقل و العمل و الحكم و التعليم الخ. يلاحظ من التعريف السابق للحضارة أن مفاهيم الرقي والتمدن و العلم تتنافي مع مفاهيم الصراعات و الحروب التي يرددها البعض في الشرق أو في الغرب.
ازدهرت الحضارة الإسلامية خلال القرون الوسطي وحفظت للإنسانية التراث الإغريقي و الفارسي و تراث الحضارات الأخرى و أضافت إليه و يمثل الإسلام أساس هذه الحضارة. وليس من قبيل المصادفة أن تكون الآيات القرآنية الأولى طبقا لعلماء المسلمين هي» اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق . اقرأ و ربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم. «العلق آيات 1- 5. يبدو أن هذه الآيات توضح أهداف و معالم و أسس الحضارة الإسلامية ، فالقراءة هي مفتاح العلم و المعرفة . و يلاحظ أن القراءة ذكرت في الآية بلفظ الفعل في صيغة الأمر. و نبهت الآيات المسلمين إلى مفاهيم الخلق و الإبداع و الإنتاج و إلى استثمار القراءة ثم الكتابة من خلال ذكر أداتها » القلم «.و النتيجة الحتمية للقراءة و الكتابة هي العلم. و قد تكرر العلم بلفظ الفعل أي بالإشارة إلى التفعيل و العمل – وليس بالكلام فقط- ثلاث مرات في الآيات القرآنية السابقة. و الدين و ما به من تعاليم و أخلاقيات يمثل مع العلم العمود الفقري للحضارة و للثقافة بصورة عامة.
هل تنبه مؤلفو كتب التاريخ المدرسية في الدول الأوروبية أو في دول العالم غير الإسلامية إلى هذه الآيات و إلي غيرها حينما تعرضوا في كتبهم إلى الحضارة الإسلامية بصفة عامة و إلي الثقافة العربية الإسلامية بصفة خاصة؟
يدرس التلاميذ في أوروبا - و على سبيل المثال في فرنسا- الحضارة الإسلامية في الفصلين الخامس والثاني (السنة الثانية الإعدادية والسنة الأولى الثانوية). وتمثل هذه الحضارة فصلا ًكاملا ًفي الصف الخامس في كتاب التاريخ المدرسي. ويؤلف الكتاب المدرسي مجموعة من مدرسي التاريخ والجغرافيا. وتقدم دور النشر المختلفة الحضارة الإسلامية كحضارة زاهية وبراقة على مدى قرون عديدة. وتمثل المدن العربية أمثال بغداد ودمشق والقاهرة وقرطبة منارات العلم والثقافة في مجالات عديدة من القرن الثامن وحتى القرن الثالث عشر الميلادي([2]).
ويمكن أن نقرأ في هذه الكتب بعض الجمل مثل "في القرون الوسطي كانت علوم الطب والرياضيات والجغرافيا والفلك متقدمة جداً عند المسلمين بالنسبة لحال هذه العلوم في غرب أوروبا (..) وكانت المدينة الإسلامية مركزاً تجارياً بالإضافة إلى انتشار المعارف والقلاع والمدارس"([3]).
يبدو أن مؤلفي الفصل الخاص بالحضارة الإسلامية في الكتب المدرسية الفرنسية ومؤلفي كتب التاريخ المدرسية في الدول المختلفة يخلطون بين الدين الإسلامي والعادات والتقاليد السائدة في بعض البلدان الإسلامية منذ ما قبل الإسلام فأحياناً لا تميز هذه الكتب بين الإسلام وسلوك بعض المتطرفين من المسلمين أو سلوك بعض السياسيين من المسلمين الذين يتلاعبون بالدين لغرض سياسي أو شخصي.فالدين الإسلامي مثل الدين المسيحي أو اليهودي أو الديانات غير السماوية بريء من أعمال العنف ومن التجاوزات التي ترتكب أحياناً باسمه.
ودراسة بعض المفاهيم مثل تعدد الزوجات أو الجهاد أو الخلافة أو الوحي أو الحجر الأسود أو صورة النبي محمد أو الشريعة أو الحجاب أو ميراث البنت والولد أو العقاب أو الإسلام كدين استسلام- بالمعني السلبي- في كتب التاريخ المدرسية بالدول الأوروبية و الدول غير الإسلامية يوضح أن مؤلفي هذه الكتب من المدرسين والمؤرخين لديهم أحكام مسبقة خاطئة عن الإسلام. ربما يعود ذلك إلي الحروب الصليبية أو أن المؤلفين يخلطون ما بين الإسلام كدين وبين العادات والتقاليد المحلية السائدة في الدول الإسلامية منذ القدم أو أنهم يخلطون بين الإسلام كدين وبين سلوك بعض المتطرفين من المسلمين أو أنهم يعتمدون على مراجع ثانوية أو ذات ترجمات خاطئة و ربما يفضل بعضهم إبراز البعد الحربي للنص مع إهمال السياق التاريخي أو الجغرافي أو الاجتماعي أو الثقافي أو السياسي للنص العربي أو للآية القرآنية . و قد أشارت فوزية العشماوي إلى أن معظم الدول تشيد بتاريخها المجيد في كتبها المدرسية و تندد بتاريخ الآخر و تشوهه ) صورة الآخر في المناهج الدراسية في الغرب و في الدول الإسلامية - دراسة غير منشورة(
و قد يري بعض مؤلفي كتب التاريخ المدرسية في الدول غير الإسلامية أن ما يقوم به المتطرفون المسلمون أو الإرهابيون من أعمال إرهابية أو ما قامت به بعض الجماعات الإسلامية أو بعض الأفراد من تجاوزات عبر التاريخ الإسلامي في ظروف معينة هو من قبيل الجهاد في الإسلام.
الجهاد
تقدم الكتب المدرسية لمادة التاريخ في الدول الأوروبية و في الدول غير الإسلامية الجهاد في الإسلام كعدوان على غير المسلمين لإجبارهم على اعتناق الإسلام. ومن الأفضل دراسة مفهوم الجهاد في الإسلام قبل التعرف على ما قيل في الكتب المدرسية في تلك الدول.
اقترضت لغات عديدة هذا المفهوم من اللغة العربية. وصاحب اقتراض الدال العربي أي اللفظ العربي تحريف في مدلوله أي في المعنى العربي- الإسلامي. أدى هذا التحريف إلى تشويه صورة الإسلام. ومعنى الجهاد في اللغة العربية هو : جهد ، بذل الجهد، جهاد النفس. ومعنى الفعل العربي جاهد هو: بذل جهداً . ونص القرآن على الجهاد مسبوقاً بفعله في صيغة الأمر الموجه للنبي محمد "فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً"([4]) جاء لفظ الجهاد مسبوقاً بفعله في الآية القرآنية. والجهاد هنا يعني المناقشة بالحجة والإقناع وهذا يتطلب جهداً عقلياً وبراهين وحجج. والجدال هو الذي يسود هنا وليس العنف. حيث أن الجدال يعني استخدام العقل والحكمة. والفعل "جاهد" يعني بذل جهداً عقلياً من أجل إقناع غير المسلمين بتعاليم الإسلام. وأضافت الآية "به" أي بالقرآن وما فيه من آيات تدعو الإنسان إلى التفكر في هذا العالم وما به من مخلوقات وكيف خلقت. ويقول الطبري في تفسير هذه الآية "وجاهدهم بهذا القرآن جهاداً كبيراً ... قال ابن عباس "وجاهدهم به" قال : بالقرآن وقال آخرون بالإسلام"([5]).
أوضح القرآن كيفية الجدال والمناقشة مع غير المسلمين ، وألزم المسلم باحترام قواعد آداب الحديث التي تتمثل في احترام الرأي الأخر وحق كل فرد في حرية التعبير عن رأيه طبقاً للآية "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"([6]).
يأمر القرآن محمداً بالدعوة إلى هذا الدين باستخدام العقل والحكمة ويأمره أيضاً بالجدال طبقاً لآداب الحديث. فالجهاد بالقرآن للدعوة للإسلام يجب أن يفهم على أنه دعوة وحوار ومناقشة طبقاً لمبادئ الحرية والاحترام والمعاملات الطيبة البعيدة عن العنف. ويعد هذا النوع من الجهاد الذي تصفه الآية القرآنية بالجهاد الكبير.
و الجهاد الذي يفهمه الغرب بالعنف والقتل ويستخدمه بعض المتطرفين من المسلمين قديماً وحديثاً يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي. وقد شرع هذا الجهاد الذي يسمى في الإسلام بالجهاد الأصغر للدفاع عن النفس وعن العرض والمال والوطن ، وعلى مستوى الفرد إذا كان المهاجم فرداً وعلى مستوى الوطن إذا كان الوطن مهدداً وفي هذه الحالة الأخيرة فإن الحاكم هو الذي يعلن الجهاد لرد العدوان وليس للاعتداء ويسمى هذا الجهاد في القانون الأوروبي والقوانين الدولية " حق الدفاع المشروع" .
ليس من حق المسلم أن يعتدي على إنسان آخر سواء كان مسلما أو غير مسلم فرداً كان أم دولة. فالقرآن ينهى عن الاعتداء على الغير ويبيح الحرب للدفاع فقط "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"([7]). والفعل "قاتلوا" في صيغة الأمر للمسلمين مشروط بهجوم الأعداء على المسلمين :"الذين يقاتلونكم" وحرم القرآن الاعتداء. ويتفق علماء الإسلام قديماً وحديثاً على أن الأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم هي السلم لا الحرب. ولم يحارب المسلمون في عهد الرسول محمد إلا للدفاع عن أنفسهم أو لرد ظلم وقع عليهم أو لشن حرب وقائية على عدو يعد العدة لمحاربة المسلمين. ولم ينقض المسلمون عهودهم مع جيرانهم أثناء حياة الرسول محمد والخلفاء الراشدين وقد حارب المسلمون من عاهدوهم ثم قاموا بنقض عهودهم كما حدث مع أهل مكة الذين نقضوا عهدهم مع الرسول محمد وكما حدث مع بعض يهود المدينة الذين خانوا عهدهم مع المسلمين وساعدوا أعداء المسلمين المكيين في غزوة الخندق حينما هاجموا المسلمين وقد حرص المسلمون على نشر الإسلام بالحجة والإقناع واحترام حرية الآخرين وعملوا من أجل العيش في سلام.
والسلام هو أساس العلاقة بين المسلمين و غيرهم في الإسلام والآيات الأخرى التي تحث المسلمين على قتال المشركين مرتبطة بسياقات تاريخية وجغرافية ودينية واجتماعية وثقافية وهذه السياقات توضح أن حروب المسلمين كانت للدفاع أو لشن حرب وقائية ضد من يستعد للهجوم على المسلمين.
مفهوم الجهاد في كتب التاريخ المدرسية في الدول الأوروبية و في الدول غير الإسلامية
تظهر الدراسات التي أجريت على الدول الأوروبية وعلى غيرها ربط الجهاد بالاعتداء لنشر الإسلام بالقوة وتعريف الجهاد بالحرب المقدسة. و لم يعرف العرب مصطلح الحرب المقدسة إلا من الصليبيين. سيكتفي بتقديم بعض الأمثلة من كتب التاريخ بالدول الأوروبية.
يركز مدرسو التاريخ بالمرحلة الإعدادية والذين كتبوا فصل الحضارة الإسلامية في الصف الخامس وكذلك تاريخ الصليبيين في الصف الأول الثانوي في الكتب الصادرة عن دور النشر المختلفة بفرنسا على عدة موضوعات إسلامية وفي مقدمتها الجهاد. وقد شوه مفهوم الجهاد في الإسلام في هذه الكتب. ويبدو أن مؤلفي هذا الفصل في دور النشر : آتييه، ناتان، منيار، آشت، بورداس وبلان يخلطون الأحداث التاريخية بالآيات القرآنية أو ببعض أجزاء الآيات القرآنية والتي قدمت بعيدة عن سياق نزولها التاريخي والجغرافي والديني والثقافي والاجتماعي و السياسي، ويخلطون كل ذلك بالأحكام المسبقة عن الإسلام والتي ترسبت في أذهانهم من خلال تراث ثقافي في حاجة إلى تنقية. ويخلطون هذه العوامل بتصرفات المتطرفين المسلمين الذين يلجئون إلى استخدام العنف وبالحملة الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام الغربية ضد الإسلام. يقدم الجهاد في الكتب المدرسية في سياق حربي فقط كما يقدم الرسول محمد كرجل حرب ينشر الإسلام بالقوة ولا يهتم المؤلفون بالسياق التاريخي والجغرافي والديني والثقافي والاجتماعي و السياسي.
تقدم الآيات دون شرح ودون تقديم سياقها فيفهم التلميذ وكذا المدرس عكس مضمون الآية أو النص. وتقدم بعض أفعال الرسول محمد الدفاعية و الأحداث التاريخية الإسلامية بعيدة عن سياقها مع التركيز على البعد الحربي و إهمال الأبعاد الأخرى وربط كل ذلك بالإسلام. وبعض هذه الأخطاء بسبب الترجمة من العربية إلي اللغة الأجنبية وبعضها بسبب الاعتماد على مراجع غير موثوق بها. فهناك اتجاه لتقديم الجهاد في الإسلام كاعتداء أو حرب مقدسة لنشر الإسلام أو الدفاع عنه([8]). ويتضح ذلك كله من خلال الاستشهادات التالية في كتب التاريخ المدرسية في بعض الدول الأوروبية و في بعض الدول الأخرى التي تمكن الباحثين من الحصول على كتبها :
في فرنسا :
"توسع العالم الإسلامي. القانون الإسلامي يجيز الحرب للدفاع عن الإسلام ونشره. فهذه هي الحرب المقدسة: جهاد. وخلال عشرات السنين احتل العرب الشرق الأوسط وجنوب البحر المتوسط. وانقسمت هذه الإمبراطورية الكبيرة إلى خلافة بغداد وخلافة القاهرة وخلافة قرطبة" انظر كتاب التاريخ الصف الثاني طبعة بلان سنة 2001 ص64, انظر أيضا كتب التاريخ :
الصف الثاني طبعة ناتان 2001 ص 84 , كتاب الصف الثاني طبعة ناتان لسنة 2001 ص299 , كتاب الصف الخامس طبعة ناتان لسنة 2001ص30 , كتاب الصف الخامس طبعة منيار لسنة 2001 ص25 , كتاب الصف الثاني طبعة بورداس لسنة 2001 ص94 , كتاب الصف الخامس طبعة آتييه لسنة 2001 ص36 .
في إنجلترا تربط الكتب الجهاد بالإسلام وبالإرهاب وبالتطرف و يعطي 10% من الكتب التي أجريت عليها دراسات صورة سلبية للعرب وللمسلمين . انظر
Examining Religions, 1999 : Islam, p. 154 ; Religions in the World, 2002, p.61
طبقا للدراسة غير المنشورة : صورة العرب و المسلمين في الكتب الدراسية في بريطانيا التي أجرتها الإدارة العامة للبحوث التربوية بوزارة التعليم السعودية وقدمتها في مؤتمر الحوار العربي الأوروبي. صورة الثقافة العربية الإسلامية في كتب التاريخ المدرسية في أوروبا. القاهرة 12-14 ديسمبر 2004.
انظر محمد إبراهيم صورة الإسلام في كتب التاريخ في انجلترا دراسة غير منشورة
في النمسا وإيطاليا وألمانيا:- تركز الكتب المدرسية في هذه الدول على انتشار الإسلام بالحروب وتقدم الجهاد على أنه حرب مقدسة لنشر الإسلام انظر محمد منصور صورة الإسلام في كتب التاريخ في النمسا :
وقدمت الدراسات السابقة في مؤتمر الحوار العربي الأوروبي صورة الثقافة العربية الإسلامية في كتب التاريخ المدرسية في أوروبا. القاهرة 12-14 ديسمبر 2004.
في أسبانيا - :تدعي الكتب أن الجهاد أحد أركان الإسلام انظر سري عبد الطيف صورة الإسلام في كتب التاريخ في أسبانيا- دراسة غير منشورة :
في اليونان : تدعي الكتب أن الجهاد حرب مقدسة و أنه الركن السادس في الإسلام انظر البحث الذي قدمه طارق رضوان صورة الإسلام في كتب التاريخ في اليونان في مؤتمر الحوار العربي الأوروبي. صورة الثقافة العربية الإسلامية في كتب التاريخ المدرسية في أوروبا. القاهرة 12-14 ديسمبر 2004.
في روسيا :كتب التاريخ المدرسية تقدم الجهاد على أنه " أحد أركان الإسلام وهو الحرب المقدسة في سبيل الدين وأن الإسلام يسمح لأتباعه بإعلان الحرب المقدسة ضد الكفار وأن المسلمين تخلصوا من معارضي الإسلام بالطرد والقتل) عبد السلام المنسي صورة الإسلام في كتب التاريخ في روسيا ، دراسة غير منشورة و بوناماريوف ، كتاب التاريخ للصف السادس ص 75 , أجيبالوفا كتاب التاريخ للصف السادس ص 77 , 79, فيديوشكين كتاب التاريخ للصف السادس ص96 , فيديوشكين كتاب التاريخ للصف السابع ص 273, فيديوشكين كتاب التاريخ للصف السادس ص 91 , فالوبيف كتاب التاريخ للصف العاشر ص40(
في المجر و بولندا:- يقدم الجهاد على أنه مشروع لقتل غير المسلمين و تقدم بعض الآيات القرآنية بعيداً عن السياق وبدون شرح " واقتلوهم حيث ثقفتموهم " وتشير الكتب إلى أن محمداً كان يقاتل غير المسلمين. و في بولندا يعتبر الجهاد عدواناً و حرباً مقدسة لنشر الإسلام
( Historia 1 spotecenstwo, Elzbieta 1 Jerzy pp.80-81). انظر دراسة مصطفي الحلوجي صورة الإسلام في كتب التاريخ في المجر و بولندا التي قدمها في مؤتمر الحوار العربي الأوروبي. صورة الثقافة العربية الإسلامية في كتب التاريخ المدرسية في أوروبا. القاهرة 12-14 ديسمبر 2004.
في الولايات المتحدة الأمريكية:- يقرأ التلميذ الأمريكي في بعض الكتب المدرسية أن الجهاد حرب مقدسة لنشر الإسلام بالقوة
The World and its Peoples textbook, 654 pages, pp.222-223 ; World Cultures textbook , Prentice Hall, 2001 p.92
وتربط الكتب الإسلام بالإرهاب و أكثر من 27% من الكتب المدرسية التي أجريت عليها دراسات يعطي صورة سلبية للعرب وللمسلمين طبقاً للدراسة غير المنشورة : صورة العرب و المسلمين في الكتب الدراسية في الولايات المتحدة أعدتها الإدارة العامة للبحوث التربوية بوزارة التعليم السعودية وقدمت الدراسة في مؤتمر الحوار العربي الأوروبي. صورة الثقافة العربية الإسلامية في كتب التاريخ المدرسية في أوروبا. القاهرة 12-14 ديسمبر 2004. صورة الثقافة العربية الإسلامية في الكتب المدرسية الألمانية دراسة غير منشورة . للدكتور / محمد أبو ليلة
في إسرائيل تربط الكتب الإسلام والعرب بالإرهاب و المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وتسمي الأعمال الصهيونية المسلحة قبل 1948 بالكفاح وتدعي الكتب المدرسية الإسرائيلية أن الخلفاء هم الذين وضعوا أركان الإسلام وتتجاهل هذه الكتب الآيات القرآنية التي تشير إلى هذه الأركان وأن القرآن متمم للتوراة والإنجيل .و تشير الدراسة غير المنشورة التي أعدها سامي الإمام في مصر : كيف يدرس تاريخ الإسلام و المسلمين في المناهج الدراسية الإسرائيلية و الدراسة غير المنشورة : صورة العرب و المسلمين في الكتب الدراسية في إسرائيل التي أعدتها ا أيضا الإدارة العامة للبحوث التربوية بوزارة التعليم السعودية إلى أن82% من الكتب يعطي صورة سلبية للعرب وللمسلمين وللإسلام.
في الصين وهونج كونج: ركزت الكتب الصينية على أن محمداً وأتباعه اعتدوا على مكة وحطموا الأصنام عدا صنماً يسمى الله. انظر صلاح النوفيلي صورة الإسلام في كتب التاريخ في هونج كونج ووحيد السعيد صورة الإسلام في كتب التاريخ في الصين دراسة غير منشورة .
في الفلبين:- تدعي الكتب المدرسية أن محمداً اعتمد على الحرب المقدسة أي الجهاد في نشر الإسلام والدفاع عنه. انظر عبد الله أبو عطية صورة الإسلام في كتب التاريخ في الفلبين .
في الأرجنتين و فنزويلا : تعتبر كتب التاريخ المدرسية أن الجهاد هو فرض الإسلام بالقوة و أنه ركن من أركان الإسلام . انظر جمال عبد الرحمن صورة الإسلام في كتب التاريخ في الأرجنتين و فنزويلا دراسة غير منشورة.
في أوزبكستان:- تقول الكتب أن المسلمين استخدموا القوة في نشر الإسلام. انظر مصطفي الحلوجي صورة الإسلام في كتب التاريخ في أوزبكستان .دراسة غير منشورة
في كينيا وتنزانيا:- تدعي الكتب المدرسية أن محمداً والخلفاء استخدموا الجهاد أو الحرب المقدسة ضد غير المسلمين وأن المسلمين استخدموا القتل والطرد لإجبار أهل ساحل شرق أفريقيا على الدخول في الإسلام. وهذه معلومة تاريخية خاطئة لأن المؤرخين يتفقون على أن الإسلام انتشر في شرق أفريقيا عن طريق التجارة. انظر مصطفي الحلوجي صورة الإسلام في كتب التاريخ في كينيا و عبد الهادي مرزوق صورة الإسلام في كتب التاريخ في تنزانيا.دراسة غير منشورة
في غينيا:- يقرأ التلاميذ في كتب التاريخ المدرسية أن الجهاد واجب على المسلمين لإدخال جميع شعوب العالم في الإسلام. . انظر سامي مندور صورة الإسلام في كتب التاريخ في غينيا دراسة غير منشورة .
في السنغال والنيجر:-
يمكننا أن نقرأ في كتب التاريخ المدرسية ما يلي :- طبقاً لتعاليم النبي محمد قام المسلمون بالجهاد أي الحرب المقدسة لإدخال غير المسلمين في الإسلام بالقوة. انظر مصطفي الحلوجي صورة الإسلام في كتب التاريخ في السنغال و النيجر .دراسة غير منشورة
في بوركينا فاسو وبنين:- يقدم الجهاد في الإسلام على أنه حرب مقدسة للدفاع عن الإسلام وعدوان لنشر الإسلام بالقوة. انظر مصطفي الحلوجي صورة الإسلام في كتب التاريخ في بوركينا فاسو و بنين .دراسة غير منشورة .
يعد مفهوم الجهاد عنصراً مشتركاً في كتب التاريخ المدرسية في الدول المختلفة فهي تربط الإسلام بالتطرف من خلال التعريف الخاطئ للجهاد . وهذا التعريف خاطئ لأن الإسلام دين السلام وشرع الجهاد في الإسلام للدفاع فقط. والدفاع مشروع في القوانين الدولية الحديثة.
نهى القرآن عن قتال غير المسلمين. وأمر المسلمين بالقتال للدفاع فقط: " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " [البقرة: 190]. كما نهي القرآن عن إجبار غير المسلم على اعتناق الإسلام" لا إكراه في الدين " [البقرة: 256]. واعتبر القرآن قتل نفس سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة بأنه مثل قتل جميع الناس " من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ". [ المائدة: 32 ]. يلاحظ في الآية السابقة مدى حرص الإسلام على الحياة البشرية.
ومعظم الغزوات في عهد الرسول محمد كانت بالقرب من المدينة مثل غزوة بدر وأحد والأحزاب بسبب هجوم أهل مكة المشركين على المسلمين وقبل ذلك طردوا المسلمين من مكة. ولم يحارب النبي محمد وأصحابه إلا للدفاع. وكان فتح مكة بسبب نقض مشركي مكة لاتفاقية سلام وقعت مع المسلمين حيث بدأ مشركو مكة العدوان على قبيلة موالية للمسلمين.
والآيات السابقة ومواقف المسلمين في صدر الإسلام تعد مبادئ إسلامية تعبر عن روح وتعاليم الإسلام وحرص الإسلام على الحياة الإنسانية و تقديسه لها. وأما الآيات الأخرى التي تأمر المسلمين بقتال غير المسلمين فيجب أن تقرأ في سياقها التاريخي والجغرافي والاجتماعي والسياسي والحربي فهذه الآيات تبيح للمسلمين قتال غيرهم في حالة الدفاع . لقد انتشر الإسلام من خلال التجارة في شرق إفريقيا وشرق آسيا وانتشر بالفتح في شمال إفريقيا. وهنا يجب التمييز بين تاريخ الأحداث الإسلامية وبين مبادئ و تعاليم و روح الإسلام.
تعد تعاليم ومبادئ وروح الإسلام مبادئ و قيماً عالمية في عالم اليوم . كفل الإسلام للإنسان حرية العقيدة والفكر ونص القرآن على هذا المبدأ » لا إكراه في الدين « البقرة آية 256 . و لقد كرم الإسلام الإنسان المسلم و غير المسلم » و لقد كرمنا بني آدم« الإسراء آية 70. اتسمت سياسة النبي محمد بالعفو و التسامح عند المقدرة و أعطي أروع الأمثلة في ذلك أثناء فتح مكة حينما قال لأهل مكة » اذهبوا فأنتم الطلقاء « . قالها للذين اضطهدوه وأجمعوا ذات يوم على قتله وهاجموه عدة مرات في المدينة و يؤكد القرآن على هذا المبدأ » فمن عفا و أصلح فأجره على الله « وتبين الآية التالية اهتمام الإسلام بالأخوة بين بني البشر والانفتاح على الآخر والحوار معه و أهمية التعارف » يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا « الحجرات آية 13. فالتعارف يأتي من خلال الحوار و الانفتاح على الآخر. كما يمثل أحد أركان الإسلام وهو الزكاة مبدأ التضامن والتعاون في المجتمع.
و أما السلام فهو يفوح من لفظ الإسلام المشتق من الجذر العربي السامي " س ل م " الذي يعني في كل اللغات السامية الأمن و السلام و الإنقاذ. و قدس الإسلام السلام فهو أحد أسماء الله الحسني في القرآن ملازماً للاسم المقدس » القدوس السلام « الحشر آية 23. و سميت الليلة التي أنزل فيها القرآن بليلة السلام . و لكي يؤكد الإسلام على أهمية السلام في العالم جعل لفظ السلام يتكرر في كل صلاة و جعل تحية المسلمين : السلام عليكم .
تمثل المبادئ الإسلامية السابقة قيماً ترتكز عليها الحضارات العالمية القديمة و المعاصرة. نادى الإسلام بهذه القيم و المبادئ منذ أربعة عشر قرناً و عمل المسلمون الأوائل بها لأنهم فهموها فقدموا للإنسانية الحضارة العربية الإسلامية في صورتها المشرقة اللائقة بمبادئ و تعاليم و روح الإسلام التي تدعو للانفتاح لا للانغلاق ، تدعو للسلام لا للصراع .
يجد التلاميذ بعض الآيات مثل " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " . [ التوبة: 29 ] (كتاب التاريخ للصف الثاني طبعة ناتان بفرنسا 2001م ص 86).تقدم الكتب الآيات دون شرحأو تعليق. فيفهم التلميذ و المدرس أن الله أو أن القرآن يأمر المسلمين بقتال غير المسلمين حتى يدخلوا في الإسلام وهذا عكس مبادئ وروح وتعاليم الإسلام، ولكن الأمر بالقتال هنا موجه إلى المسلمين لكي يقاتلوا مشركي مكة الذين كانوا يهاجمون المسلمين. وأما " الذين أوتوا الكتاب " في الآية فتعني بعض يهود المدينة الذين خانوا معاهدتهم مع المسلمين واتحدوا مع المشركين في غزوة الأحزاب . و مع ذلك فقد استمر المسلمون في التعامل مع باقي يهود المدينة لدرجة أن الرسول محمد قد مات و درعه مرهون عند أحد يهود المدينة. و تقدم كتب التاريخ المدرسية أيضا الرسول محمد كقائد حرب أي تركز على البعد الحربي تاركة الأبعاد الأخرى التاريخية و الجغرافية و الثقافية و الاجتماعية و السياسية الأمر الذي يؤدي إلى تقديم المعلومات و الأحداث التاريخية مشوهة. و سيكتفي بذكر استشهاد من أحد كتب التاريخ المدرسية يقول كتاب هاتيه للصف الخامس بفرنسا طبعة 2001، ص 30. " محمد هاجم مكة ". ولم تقدم أي تعليقات أو شروح لتوضيح سياق هذه الأحداث التي كان فيها الجهاد للدفاع. وتقديم المعلومات السابقة في كتب التاريخ كما قدمت يعني أن المسلمين قتلة ومتعطشون للدماء وأن العنف أو الإرهاب مشروع في الإسلام.
وكان أولى بالكتب المدرسية تقديم الآيات التي تعد مبادئ إسلامية أي الآيات التي تنهى عن الاعتداء وتجعل الدفاع أمراً مشروعاً أو تقديم الآيات التي تبيح القتال في سياقها ، فالإسلام بريء من العنف و الاعتداء و الإرهاب. تقديم الجهاد في كتب التاريخ المدرسية من منظور التطرف قد يؤدي إلي ربطه بالإرهاب و قد يؤدي إلى وقوع بعض التلاميذ المسلمين و خصوصاً الذين يفشلون في التعليم فريسة في أيدي الإرهابيين. يخوض العالم حرباً ضد الإرهاب تتكلف حياة الآلاف من الأبرياء و مئات المليارات من الدولارات و ينبغي أن تبدأ هذه الحرب من المدرسة بتقديم المفاهيم الصحيحة للآخر و لثقافته من أجل تكوين المواطن المتسامح و المسالم و المفيد لمجتمعه . أدت الدراسة التي تمت في فرنسا ثم المتابعة إلى تصحيح بعض دور النشر المدرسية إلى تصحيح مفهوم الجهاد وأصبح هو بذل الجهد للدفاع عن الإسلام في دار النشر الفرنسية آشت طبعة 2002 وكذا دار النشر آتييه طبعة 2001. وما زال العديد من الأخطاء يوجد في تلك الكتب.
مفاهيم إسلامية أخرى مشوهة في الكتب المدرسية
وجد معظم الباحثين أن هناك مفاهيم إسلامية أخرى قد قدمت بصورة مشوهة في كتب معظم الدول السابقة. فلم يقتصر الأمر على الجهاد بل قدمت مفاهيم إسلامية أخرى مشوهة على نمط الجهاد مثل الشريعة الإسلامية وحقوق المرأة في الإسلام والخلافة وتقديم الإسلام على أنه دين استسلام بالمعنى السلبي و الحجر الأسود و نزول الوحي وربط الإسلام و المسلمين و العرب بالجهل والتخلف الخ.
هذه الدراسة أو تبادل المعلومات والآراء لا تشكك في كفاءة ومقدرة ونزاهة المؤلفين في فرنسا أو في أوروبا أو في باقي دول العالم و كذا الحال بالنسبة للمدرسة الأوروبية أو للمدرسة بصفة عامة ويؤدي هذا التبادل وهذا الحوار إلى إثراء الثقافات. ينبغي على مؤرخي الغرب وعلمائه أن يميزوا بين تعاليم الإسلام ومبادئه وبين سلوكيات بعض المسلمين. نسى مؤلفو الغرب أن الإسلام دين السلام. يأمر الإسلام بالعدل الذي يعد مبدأ وقاعدة في القوانين الدولية. كما يأمر الإسلام بالقراءة وطلب العلم والعمل وتحمل المسئولية. فالمسلم ليس مستسلماً بالمعني السلبي ولكن بالمعني الإيجابي . وأدت تعاليم الإسلام ومبادئه إلى قيام حضارة عربية – إسلامية تفتحت على الثقافات والحضارات الأخرى. ومثلت الحضارة العربية – الإسلامية التي اعتمدت على الإسلام مصدراً هاماً للحضارات الغربية و الشرقية الحديثة. قدمت دراسات تسع دول أوروبية في مؤتمر الحوار العربي الأوروبي. صورة الثقافة العربية الإسلامية في كتب التاريخ المدرسية في أوروبا. القاهرة 12-14 ديسمبر 2004. و اتفق الباحثون والمشاركون في المؤتمر على وجوب تصحيح الأخطاء التي قدمتها الدراسات.
و تحتاج الدراسات التي أجريت على كتب التاريخ المدرسية في أوروبا و في الدول الأخرى إلى دعم مالي لتوصيل محتوياتها إلى المسئولين في الدول المعنية ومناقشاتهم لكي تصحح الأخطاء . ونظراً لأن تنظيم المؤتمرات مكلف جداً فيمكن التغلب على هذه المشكلة بأن تتحمل بعض الدول العربية من خلال التنسيق مع سفاراتها بالقاهرة أو بعض المؤسسات أو المنظمات مثل المؤتمر الإسلامي أو جامعة الدول العربية أو اليونسكو أو المجلس الأوروبي أو الإتحاد الأوروبي أو الإيسيسكو أو المعهد السويدي بالإسكندرية أو مؤسسة أنا لند بالإسكندرية أو بعض المؤسسات الثقافية أو الأشخاص حجز تذاكر السفر والإقامة للباحثين بمعدل أستاذ جامعي لكل دولة أجريت عليها دراسة وتتولى إحدى المكاتب الثقافية العربية في الدولة المعنية أو بالتنسيق مع سفارة الدولة موضوع البحث في القاهرة دعوة المسئولين عن التعليم وعن دور النشر المدرسية حضور اجتماع لمدة ساعتين في الدولة المعنية بالدراسة يقدم خلاله البحث ويعطى المسئولون نسخاً منه. وقد قام المكتب الثقافي المصري بفرنسا في 2002 بالتعاون مع جمعية مدرسي التاريخ الفرنسية بتنظيم اجتماع ناجح لهذا الغرض.
كما نظمت السفارة المصرية بالمجر بالتعاون مع اللجنة الوطنية المجرية لليونسكو اجتماعا ً لهذا الموضوع في مايو 2005. و أثبت اجتماع بودبست الحاجة الماسة لعقد اجتماعات مشابهة في الدول الأوروبية فلقد أتاح هذا الاجتماع التقاء الأستاذ الجامعي الذي أجرى الدراسة على الكتب المجرية ببعض أساتذة التاريخ الجامعيين في المجر و ببعض مدرسي التاريخ في المدارس المجرية و ببعض المسئولين في وزارة التعليم المجرية و مناقشة الدراسة و الاستعداد للتعاون من أجل تصحيح الأخطاء التي تشوه الثقافة العربية الإسلامية في الكتب المدرسية. تتعاون حالياً لجنة تصحيح صورة الثقافة العربية الإسلامية في الكتب المدرسية عبر العالم بوزارة التعليم العالي المصرية مع الصندوق المصري للتعاون مع إفريقيا و مع الصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولث و الدول الإسلامية المستقلة حديثاً بوزارة الخارجية المصرية بتنظيم اجتماعات حول هذا الموضوع في بعض الدول الإفريقية و بعض الدول الإسلامية المستقلة حديثا.يؤدي تصحيح الأخطاء في الكتب المدرسية في دول العالم والحوار بين الثقافات إلى إثرائها والقضاء على الصراعات و محاربة الإرهاب والتعاون والتعايش معا في أمن وسلام. هل تتحمل المدرسة في أنحاء العالم مسئوليتها الكاملة في إعداد المواطن وتعليمه ثقافة التسامح و السلام و تقوم بتصحيح الصورة الخاطئة للآخر ولثقافته في الكتب المدرسية لكي يتحول العالم من الحرب ضد الإرهاب إلى السلام و التعاون و العمل معاً ضد الجهل و المرض و الفقر من أجل سعادة البشرية و تقدمها؟